السعودية وكورونا.. وما خفي كان أعظم!!

عبد الرحمن القحطاني 

سطَّرت السعودية أمام العالم بأسره مشهدًا تاريخيًّا غير مسبوق في مواجهة فيروس كورونا (كوفيد19)، وضربتْ أروع الأمثلة في الرحمة والإنسانية والتلاحم. ففي حين كانت بريطانيا تدعو رعاياها المعلقين في دول الخليج للتسوُّل من الجمعيات الأهلية كانت السعودية تبحث عن فنادق فاخرة لرعاياها العالقين في الدول، وتسعى الآن لإعادتهم للوطن مكرمين.


وها هي السعودية تتبنى استراتيجية احترازية متدرجة، يأتي في مقدمتها السعي لحماية الأرواح، والحد من الوفيات، في حين نشاهد العديد من الدول الغربية التي تشدقت بحقوق الإنسان والمساواة تنهار بكل يُسر وسهولة أمام عبادة الرأسمالية؛ لتتخفي وراء "مناعة القطيع"، والأبقى للأقوى!!


أما الموقف الذي عجزت عنه معظم دول العالم، ولم تستطع مجاراة السعودية فيه، فهو موقف العطاء والكرم، عبر تقديم الرعاية الصحية مجانًا لمصابي كورونا من المقيمين ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل.


وفي الوقت ذاته الذي كانت تضج فيه أخبار دول عظمى بخلو أرفف الأسواق من بعض المواد التموينية إذا بنا نجد وفرة في أسواقنا. والأعجب هو التخفيضات على بعض السلع.


وأمام حظر شامل لبعض الأحياء فلا ترضى حكومة السعودية سوى بأن ترخي يد العطاء بتقديم سلال غذائية مجانية لكل قاطنيها، مواطنين ومقيمين.


وتصل يد العطاء إلى جيراننا في اليمن، بل تمتد للعديد من الدول الغربية عبر مساندة المبتعثين من أطبائنا والممارسين الصحيين لها.


تأملوا رسالة سفير أعظم دولة على وجه الكرة الأرضية، السفير الأمريكي في السعودية، حينما دعا بشدة مواطنيه المقيمين لدينا للبقاء نظرًا لكفاية الغذاء، وتوافُر الخدمات والرعاية الصحية الفعَّالة.


وما كان لذلك كله أن يحدث دون توفيق الله – عز وجل - أولاً، ثم تيسيره لقيادة حكيمة رشيدة، تعاملت بكل مهنية واحترافية مع هذه الجائحة، مع تفاعل وتناغم متكامل من قِبل القطاعات الحكومية، واستجابة فعّالة من مجتمعنا الأبيّ.


هل هذا يكفي أم أزيد من الشعر أبياتًا؟!!


تم عمل هذا الموقع بواسطة